Sunday, June 22, 2008

الشراشيح


فى فيلم "خالتى فرنسا" حاول "بلال فضل" أن يذكّرنا بمهنه كادت تنقرض من سوق العمل ب "مصر" وهى مهنة الشراشيح .. الشراشيح كان من ضمن مهام عملهم الذهاب لمسكن أحدهم بعد تلقّى مقابل مادّى و الوقوف أسفله لسبّه و عائلته و اللىّ يتشدّد له بأقذع الصفات و الألفاظ .. و غالبا ما كان يصعب على الضحيّه الرد على السيل المنهمر من الشتائم و مجاراة الشرشوحه فى طلاقتها الشتائميه .. ففى النهايه هذا أكل عيشها و يفترض فيها أن تجيده بقدر من الاحتراف يبرّر حصولها على ما حصلت عليه من أموال ..


كانت الشرشوحه إذن سيّده لها مهنه ذات طبيعه معروفه تتقاضى عنها مقابلا معلوما .. لم تكن تدّعى أن لها دورا تثقيفيا أو تنويريا .. يمكن أن يرى البعض أن كان لها دورا ترفيهيا فى إمتاع المشاهدين و تشنيف آذانهم بما استحدث فى عالم الردح و الشتيمه .. لكنّها و المجتمع حولها لم تكن بحاجه لأى ادّعاء حول حقيقتها و حقيقة وضعها ..


تذكّرت مهنة الشرشوحه تلك مع متابعتى لبعض ما نشرته صحف قوميه و مستقلّه حول موضوع السيّده التى تعرّضت للشيخ "خالد الجندى" بالضرب خارج مبنى الإذاعه و التليفزيون .. إذ لم تنتظر جريدة "الجمهوريه" مثلا اتّضاح أى شئ متعلّق بالموضوع و حقيقته و رفعت عقيرتها بالشرشحه حول "الشيخ الدونجوان و النسوان" !! نعم كان هذا هو العنوان الذى تفتّقت عنه قريحة شراشيح الجمهوريه للنيل من الرجل قبل أن تبدأ النيابه حتى تحقيقاتها بشأن الموضوع !! لم تفكّر الجريده أن تعامله حتى معاملة صفحات الحوادث لصور المجرمين حين تموّه عليها ولا تذكر أسماءهم قبل توجيه الاتهام قرّرت بكل بساطه الخوض فى مستنقع النميمه و قعدات الفسحه فى موقف هو الذى يستحق بجداره وصف "كلام النسوان" و إن كنت أبرأ للنسوان من الاتّصاف بهذه الحقاره و الوضاعه ..


أنقذ الشيخ سرعة تحقيقات النيابه التى أظهرت سوابق مماثله لهذه السيده ثمّ ردّت الأمر كلّه لمرض عقلى أصابها ومن ثمّ ليس بالموضوع -الحالى على الأقل- نسوان أو دونجوان !! فما كان من الجريده إلاّ أن تراجعت مثل الكلب الجبان الذى ينبح عليك فى الطريق و ما إن تلقمه بحجر حتى تفاجأ به بياخد ديله فى سنانه و يجرى بعد ما كان عامل فيها "روى" فى فيلم "الشموع السوداء" و ظهرت مانشيتات الجريده بعنوان "براءة من السماء" و كأن محرريها و العاملين بها فى قسم الشرشحه الصحفيه تذكّروا أن هناك سماء بعد أن خسفوا بالرجل و سمعته سابع أرض !!


صدمتى الأكبر فى الحقيقه كانت فى عمود كتبه "جلال عامر" فى جريدة "البديل" اليساريه المستقلّه التى أفترض فيها اهتماما بمتابعة المظاليم و أصحاب الحقوق الضعفاء الذين تضيع أصواتهم سدى مطالبين بحقوقهم !!


إذ وبدلا من وضع الأمور فى نصابها يبدو أن الكاتب صعب عليه تبرئة النيابه للشيخ و بدلا من الحديث عن السقطه الشنيعه التى سقطت فيها جريدة "الشرشوحه - الجمهوريه سابقا" و الاعتذار الذى لم تفكّر حتى فى تقديمه ما كان منه إلاّ التفتيش فى ماضى الرجل و الحديث الواهى الشديد السخف عن انتقاده لكلمات أغنية "أنت عمرى" و غناء "أم كلثوم" لها !! لم أفهم حقيقة هل حلال على طوب الأرض الاختلاف و الاتفاق حول إعجابهم بأعمال الست و حرام على "خالد الجندى" كمواطن عادى ثم كشيخ أو داعيه -حسبما يحلو له أن يصف نفسه- أن يكون له رأى فيما تقوله الست !! و كأنّه يقول لقرّائه


رغم تبرئة النيابه للرجل و ظهور كذب و بهتان جريدة "الشرشوحه" لا تدعوا الظنون تذهب بكم لافتراض انّه راجل كويّس ده مش عاجبه غناء "أم كلثوم" ل "خدنى لحنانك خدنى" !! تخيّلوا الجريمه !!


ما هذا السخف !! لا بجد ما هذا السخف الذى أكمله تساؤل ل "جمال زايد" فى جريدة "الأهرام" يقول فيه


لماذا هذه الحملة المحمومة ضد هذة المراة التى صفعت الشيخ خالد الجندى التى طاردتها الشرطة ولااحد يتعاطف معها او يقف بجوارها

ما هذه الصفاقه !! الضحيّه الذى لم يكف البعض ما لحق به من إهانه من سبّه وصفعه على رؤوس الأشهاد و تبادلت الصحف صوره قبل تبيّن أى حقيقه ثم أتبعتها باتّهامه بتهم تقشعر لها الأبدان التى لا زالت تحس ثمّ نجد من يتساءل عن الحمله المحمومه ضد المعتديه دون أن نسمع -على أقل تقدير- سؤالا مماثل حول الحمله التى استعرت فى ثوان ضد الضحيّه !! وما هذه المحاوله المقزّزه لرسم صورة الضحيه للمعتديه رغم سابق تعرّضها لنفس الموقف مع آخرين !!


المثير للفزع فى هذا الأمر كلّه هو هذا النهج الذى يسير إليه الإعلام وتحوّله بكل بساطه لأداه ترهب من نختلف معهم فكريا على طريقة شرشوحة زمان .. بس ميزة شرشوحة زمان أنّها أبدا لم تدّع أنّها تقوم بدور تنويرى أو تهاجم خفافيش الظلام إلى آخر هذا التهجيص الذى تدّعيه صحفنا الشرشوحيه .. بل كانت تأخذ "حسنتها" ثمّ تقوم بمهمّتها و هى و المجتمع يعرفان قدرها جيّدا و يتعاملان معها على هذا الأساس.
الصوره من موقع "إيجى فيلم"

اعتذار و شكر و تهنئه


من غير أعزّائى و عزيزاتى


ولا إخوتى و أخواتى :) عشان لقيت المقدّمات مش جايه ببساطه و تلقائيه


أعتذر لمن ترك تعليقا بالمدوّنه ولم أرد عليه و أرجو المعذره بسبب حاله فى فقدان الرغبه فى التعليق على كل شئ و الرغبه فى الاكتفاء بالفرجه السلبيه
"ده باعتبار أن الكلام إيجابيه يعنى"
:)


و أشكر الأصدقاء الذين أقلقهم غيابى"مختار العزيزى" و "عدّى النهار" و "بنت القمر" و غيرهم ممّن قد لا يتّسع المجال لذكرهم هنا


و أهنّئ صديقى و أخى العزيز "حسين" على زواجه و شكرا لاهتمامه بغيابى رغم ما هو فيه من مشاغل باعتباره عريس جديد إن شاء الله .. ألف ألف مبروك
:)