Wednesday, October 20, 2010

عندك مِمبَرشيب كارد؟









يرنّ المحمول تبعى و يظهر على الشاشه رقم غريب .. أرُدّ ..

- آلو

- آلو .. مِس فلانه معايا؟

- أيوه يا فندم .. مين معايا

- معاكِ "علاّنه ترتان" .. يا ترى وقت حضرتك يسمح بخمس دقايق نتكلّم فيها مع بعض؟

بدافع الحرج و قليل جدّا من الفضول لتوقّعى ماهية الموضوع أقول

- اتفضّلى ..

- باكلّم حضرتك بخصوص كارت عضوية فندق الكلوب الزينبى ..


خلال الأعوام الخمسه الماضيه تكرّر الحوار السابق مرّات عديده .. تتلقّى مكالمه هاتفيه لا تعرف من ورّطك فيها بمنح رقم هاتفك المحمول لشركه من الشركات .. فتستلمك إحدى موظّفاتها فى محاوله لإقناعك بالاشتراك فى عضوية أحد الفنادق الخمس نجوم .. كان طريفا جدّا خلال هذه الفتره ملاحظة تكنيك يكاد يشترك فيه معظم من يتّصلون لعرض هذه العضويه .. فالمتّصل يبدأ حديثه معك بافتراض -يحاول أن يشعرك أنّه لا يمكن أن تكون بِنى آدم طبيعى ولا يتحقق فيك هذا الافتراض- أنّك تخرج مع أصدقائك لتناول الغداء أو العشاء مرّتين أسبوعيا !! و كل مرّه تدفع مثلا ما لا يقل عن مئتى جنيه .. و أنّك ترتاد المطاعم الخمس نجوم أو تلك الملحقه بالفنادق التى تحمل ذات التصنيف !! و أنّك تذهب ل "شرم الشيخ" بشكل متكرّر و معتاد كما يذهب آخرون لمنطقة وسط البلد مثلا !! و أنّك تعزم أسرتك أو أقاربك لتناول الطعام فى حد المطاعم و تصل الفاتوره فى المرّه الواحده لألف جنيه مثلا .. و أنّك قد تكون بحاجه ماسّه للذهاب بشكل منتظم للنادى الصِحّى فى الكلوب الزينبى .. ومن ثمّ و لكل هاتيك الأسباب فى حاجه ماسّه للاشتراك بكارت عضوية الكلوب الذى يمنحك خصم مغريا مع كل لقمه أو شربة ماء تتناولها فى مطاعمه أو كوفى شوبّاته !! أعترف أنّى فى بداية تعرّضى لهذا الموقف كانت هذه الافتراضات تثير حرجى و تقوم ب "تثبيتى" ثمّ بدأت أشعر بالشغف لتجميع هذه الافتراضات لأهداف قد يكون أقلّها الابتسام و التعرّف على الجديد و الحديث فى أساليب تثبيت الزبون !!

لا أنكر أنّى -بسبب الحَرَج- و قلّة الخبره و عدم القدره على الإفلات تورّطت من سنوات فى الاشتراك فى عضوية كان ثمنها زهيد جدّا -حسب وصف موظّفة المبيعات القديره التى ورّطتنى فيها- إذ كان ستمئة جنيه فقط !! دفعتها لعضوية فندق "كونراد" و لم أحصل حتى على الميمبرشيت كارد الخاص بهم بسبب تكاسل الموظّف المسئول عن توصيله و بسبب أن مسئولة البيع المحترمه بعد ما ضمنت تورّط العميل و حصولها على نسبتها تقريبا نسيت اسم العميل الأهبل بعد ما كانت شبه مقبله على تبنّيه و يمكن ماكانش عندها مانع تدعك له رجليه بالحَجَر فى ميّه و ملح لو ضمنت أن هذا سيجعله يدفع !! ولا أنكر أنّى برغم استيائى الشديد وقتها من الفندق و الميمبرشيت كارد تبعهم إلاّ أنّى أشعر -فى كل مرّه أتعرّض فيها لعرض مماثل- بالامتنان الشديد لهذه التوريطه .. إذ أصبح جلدى أكثر سُمكا فى التعامل مع إلحاح صاحبة العرض و صار حرجى أقلّ و الحمد لله من رفض الاتصال كليّة من بدايته و التعبير عن سخطى من الفكره بأكملها و خبرتى السيئه معها التى تجعلنى غير راغبه أساسا فى أى تواصل بهذا الشأن .. حقيقى التجربه كانت مفيده جدّا حتى و إن كنت من وقت لآخر -كما حدث من يومين- أرضخ لطلب الاستماع للعرض الذى يستمر لمدّة 15 دقيقه تأكل خلالها المتّصله وِدانى .. لكنّى لازلت أجد فى الأمر قدر من الطرافه -وليسامحنى الله- حيث تنهى صاحبة العرض حديثها المتّصل و الشيّق عن مزايا العضويه دون أن تسألنى ما إذا كنت راغبه فى الاشتراك أم لا بل تقفز مباشرة للمرحله التاليه و تسألنى :

-تحبّى حضرتك أبعت لك الموظّف بالكارت إمتى؟

أحدث ملاحظاتى على التجربه أن سعر العضويه لم يعد رقما "مقفولا" كما كان فى السابق بل على طريقة محلاّت وسط البلد .. البلوزه ب
99.99
جنيه !! يعنى قول 100 و ريّحنا .. العضويه الأخيره التى استمعت ل 15 دقيقه من الحديث عن مزاياها سعرها 899 جنيه وهى لفندق "سيتى ستارز" إنتركونتننتال .. يعنى حتى فندق مش ع النيل و حتى أنا أصلا لا باحب "سيتى ستارز" ولا باروحه غير كى أقابل صديقات يسكنّ بالقرب منه .. لكنّى لا أهوى التسوّق هناك -كما تضيف الموظّفه لقائمة الافتراضات بما أنّه فى الأساس مقصد أساسى لمحبّى التسوّق- بشكل منتظم ومن ثمّ لا أحتاج للاستراحه فى كوفى شوبّاته ولا أطيقه أصلا بكل صراحه و وضوح .. و ده اللىّ كنت عاوزه أقوله من بداية التدوينه و استغرقنى الرغى .. صحيح أنا باشتغل فى شغلانه أحصل منها على راتب جيّد و الحمد لله .. و حقيقى باشيل لابتوب -بتاع الشُغل- و الناس بتشوفنى رايحه جايه بيه .. و صحيح باخرج مع أصدقائى و بنتغدى برّه و ننبسط و نتفسّح .. بس من غير الصوره الهلاميه الوهميه التى تبدأ بها موظّفة البيع حديثها !! و صحيح زُرت "شرم الشيخ" عدّة مرّات بس هى ليست بعد المقرّ الصيفى اللىّ باقضى فيه أجازاتى الأسبوعيه .. و النادى الصحّى ده اختراع لطيف و جميل بدون شكّ بس هو لسّه مش ضروره حياتيه لهذه الدرجه و باستعيض عنه بالنادى الرياضى و كلّها نوادى ربنا .. أنا بصراحه باستغرب -وإن كان الأمر يستحق ما هو أكثر من الاستغراب كبعض الفحص و الدرس- من الإصرار على تغيير نمط حياتنا لنمط استهلاكى ترفيهى بالدرجه الأولى يفترض إن الحياه كلّها فُسَح و خروجات و نوادى و سفريات ل "شرم" أو "الغردقه" !! و باستغرب أكتر -وباتضايق الصراحه- من التعامل مع الناس بافتراض إن ده العادى و الطبيعى حتى لو كان ده من باب التثبيت أو إحراج الزبون .. خصوصا إنّى مابقيتش أتحرج بل أصبحت أستمتع جدّا بمخالفة كل التوقّعات و الإجابه على كل الافتراضات بقول : لأ .. ماباخرجش .. مابحبّش آكل برّه .. باصيّف فى "اسكندريه" و باشتّى فى "الفيوم" ..